روايه غيره الليث

موقع أيام نيوز

علي الهاتف بقوة..!
باك 
أتت مريم لتقف بجانبها بهدوء لتلمح مرام سيارة ليث و هي تصف علي بعد أمتار من باب الڤيلا دققت بها جيدا لتجد رسل تمكث بها و ليث يترجل بوجه جامد منها تهللت أساريرها بسعادة لتدلف سريعا لغرفتها و تلف حجاب حول وجهها قالت مريم بذهول 
في أية يا مرام !
قالت بلهفه و هي ترتدي چاكت من الچينز 
رسل تحت !
بينما علي الجانب الأخر كانت تجلس رسل بالسيارة بشرود إلي أن شعرت بيد تطرق علي الزجاج الذي بجانبها نظرت سريعا لتجد مرام تطالعها بلهفه بادلتها بنظرات باردة و هي تشيح بوجهها بعيدا عنها ليزيد 
رددت مرام و هي علي وشك البكاء 
رسل سامحيني أنا عارفة أني غلطت بس و الله معرفش أنا قولتلك كدا إزاي !
تشدقت و هي تجز علي أسنانها 
أتفضلي أمشي عشان ممسحش
بكرامتك الأرض حالا !
هتفت مرام و هي تبكي 
و الله ما هعمل كدا تاني يا رسل بس عشان خاطري سمحيني !
أنتي أصلا معنكديش خاطر عندي و أمشي
يلاااا !
لأ رسل متغمضيش عينك لأ يا رسل !
_ يتبع _
الفصل الثاني و العشرون 
الجميع يجلس في ذلك الرواق و هم يتمتمون ببعض الآيات القرآنية راجين أن تنجو تلك الماكثة بغرفة العمليات لأكثر من ثلاث ساعات منهم من يبكي بأنهيار و منهم من هو صامد لكن هو يجلس علي إحدي المقاعد الحديدة البعيدة يدفن رأسه بين كفيه و هو ضائع لأبعد حد..
لن ينسي تلك اللحظة التي مرت عليه ك السنوات لحظة كانت بين بدمائها المراقه و ج سدها المرتخي كليا حينها فقط أدرك معني فقدها و مرارته أدرك أن الحياة لا تستحق أن نعيشها پألم و أعمارنا بها ليست محددة قد يخطفنا المۏت بلحظة من بين أحبائنا و عائلتنا و نحن لا نعلم قيمة بعضنا..
سقطت دمعة من عينيه فمسحها سريعا حتي لا يلاحظ أحدهم فهو لم و لن يظهر ضعفه أمام أحد سيبقي صامد لأجلها ف هو قد أقسم أنها فور أن تعود مرة أخري سيخبئها بين ققلبهو لن يتركها أبدا سيأخذها و يبتعد يبتعد عن أي شئ يعكر صفو حياتهم...
رسل..رسل عاملة أية !
أجاب الطبيب بعملية 
الړصاصة كانت موجودة في منطقة خطړ يدوب كانوا 2 مللي بينها و بين القلب و للأسف وقف أثناء العملية بس نشطناه تاني هي دلوقت هتروح علي العناية المركزة عشان نتابع حالتها..
صاحت مريم بصوت باكي 
يعني..يعني هي هتكون كويسة !
قال ببرود رهيب 
مكدبش عليكي يا مدام حالتها مطمنش لو ال 48 ساعة الجاية عدوا علي خير هتفوق لكن أنا مضمنش الموضوع دا !
تفاجأ ب ليث الذي سحبه من ياقته قائلا بنبرة شرسة 
رسل لو حصلها حاجة مقولكش علي اللي هيحصل فيك يا دكتور النحس ھدفنك في مكانك حي فاااااهم !
أومأ الطبيب پخوف ليفلته ليث بعصبية مفرطة فهرع الأول بعيدا عن ذلك 
أما مرام فكانت تجلس علي إحدي المقاعد و هي تحدق بنقطة ما بشرود تمتمت بتغيب 
أنا السبب..أنا السبب !
شششششش خلاص يا مرام دا قضاء و قدر !
رددت بنحيب 
أنا اللي المفروض كنت أتصاب مش هي هي تضحت بحياتها عشاني مع أني واحدة حقېرة و مستاهلش !
ثم فقدت بعدها الوعي لېصرخ إياد بإسمها بفزع..
مر يومين و لم تستفق رسل بعد كان حينها ليث ملازما لها لا يتحرك من المشفي حتي و لو ليقوم بتغيير ملابسه بينما الأخرون كانوا يتناوبون في المكوث ب المشفي...
الجميع يقف بتوتر أمام غرفة العناية الفائقة كأنهم علي رؤوسهم الطير ينتظرون خروج الطبيب حتي يعلمهم عن ما هي حالتها بالضبط و بالفعل خرج مناظرا ليث بتوتر تجمعوا حوله يمطروه بوابل من الأسئلة لكنه وقف بمكانه يطالعه بشك ليهتف الطبيب بسرعة 
المړيضة دخلت يا جماعة في غيبوبة !
شهقات عالية صدرت منهم ليقول عزت بفزع 
لية مش المفروض كانت تفوق !
زفر الطبيب قائلا بنفاذ صبر 
يا جماعة مفيش أي مشكلة عضوية عندها هي دخلت الغيبوبة دي بإرادتها !
صدمة شلت الجميع و هم ينظرون لبعضهم بنظرات مبهمة ليهتف حينها ليث أخيرا بصوت أجش 
اللي هو إزاي يعني !
أرجع الطبيب نظارته الطبية للخلف و هو يردف بعملية 
ممكن تكون أتعرضت لصدمة أو ل زعل كبير قبل الحاډثة بتاعتها و في الحالات دي المخ بيستغل المشكلة 
تشدقت ناريمان بقلق 
يعني الغيبوبة دي بتستمر قد أية يا دكتور !
ممكن أيام أسابيع شهور و أحيانا بتكون سنين !
شهقت بجزع هي و مريم ليسارع الطبيب ب الفرار قبل أن يتحدث أي منهم...
بينما ليث كان ينظر أمامه بنظرات لا تنبئ عن خير أبدا و هو
يقبض علي كفيه پعنف حتي أبيضت مفاصلها و برزت عروقها...
مساءا
سحب المقعد جالسا بجانب السرير ب الضبط أمسك بيدها الموصولة بها المحاليل بأبر طبية و ملس عليها بحنان و هو يتطلع لحالتها المزرية تلك وجه شاحب عليه قناع أكسچين جسد موصول به أسلكة عدة لقياس الأنشطة الحيوية و أخيرا روح معذبة في اللاوعي..
ثواني و فرت دمعة من عينيه تلتها الكثير و الكثير و قد أنهار بالمعني الحرفي يبكي ك طفل فقد أمه وسط 
أنا جيت عليكي كتير يا رسل أنا عارف بس برضو عارف أنك هتسامحيني و مش هتعاقبيني ببعادك عني أنا مش هقدر أعيش من غيرك مش هقدر أعيش من غيرك جنانك و لا لسانك الطويل و لا شخصيتك اللي بتجبر أي حد يحبها بدون مقدمات...
شهق كالأطفال بوسط كلامه و هو يكمل 
فوقي يا رسل عشاني و عشان أخواتك و عشان عبدالرحمن مش هزعلك تاني خالص و و الله هعملك اللي أنتي عايزاه بس متبعديش عني أنا بحبك يا رسل و مقدرش أستغني عنك أنتي روحي لو بعدتي أموت...
سمع صوت صفير مزعج من جهاز القلب لينتفض سريعا من علي المقعد مناظرا إياها پصدمة ليلمح حينها دمعة تهبط ببطئ من
عينيها المغمضة ركض للخارج بسرعة و هو ېصرخ پعنف 
دكتور بسرعة !
دقائق و أمتلأت غرفة العناية الفائقة ب الأطباء و الممرضين حتي ينعشوا القلب مرة أخري
بينما الأخر كان يقف بالخارج و قلبه يكاد يهوي بين قدميه و هو يشاهد يرتفع و يهبط مرة أخري مع كل صدمة كهربائية تتعرض لها..
وضع كف يده علي الزجاج و هو يقول پتألم 
يا رب يا رب نجيها !
دقائق أخري و عاد النبض كما كان لينفس حينها ليث الصعداء خرج الدكتور المشرف علي حالتها ليتقدم من ليث قبل أن يتحدث حتي قائلا ببرود 
ربنا ستر المرة دي كون أن القلب يقف مرتين دي في حد ذاتها کاړثة و لو المرة التالتة حصلت للأسف ساعتها مش هنعرف نتصرف..!
حدجه ليث بنظرات مشټعلة بالڠضب ليحمحم حينها الطبيب ثم هرع من أمام ذلك الليث البري فهو لن ينسي 
دلف للغرفة العادية التي نقلت لها منذ أسبوعان ثم قام بالجلوس بجانب سريرها أمسك بكفها بحنان و أخذ يقص عليها كل ما يحدث بغيابها و ما أن أنتهي حتي مال عليها هامسا بجانب أذنها بنبرة معذبه .
وحشتني روحك أوي يا رسل !
علي المقعد بسرعة فائقة و أخذ يتطلع لها بلهفه و هي تقوم بفتح عينيها و غلقها مرة أخري بسبب الضوء المسلط عليها هتف بسعادة جلية و هو كل إنش بوجهها 
رسل أخيرا يا حبيبتي صحيتي..الحمدلله الحمدلله..!
وجدها تدفعه ببعض القوة و هي تقول بصوت متحشرج لكنه بنفس الوقت شرس 
أبعد يا حيوان أنت أنت فاكرها كوسه و لا أية !
أبتعد عنها قليلا و قد تشكلت إبتسامة واسعة علي محياه و هو يقول 
لسانك طويل حتي و أنتي عيانه !
أعتدلت قليلا في نومتها قائلة بحاجبين معقودين و حنق 
أنت شكلك أهبل و لا أية مين أنت عشان تقولي كدا أنا معرفكش أصلا !
خبت الإبتسامة من علي وجهه رويدا رويدا و هو يقول بعدم تصديق 
أية !
سعلت قليلا قبل أن تقول بحنق 
يا ماما يا مرام يا مريم !
ثواني قليلة و فتح الباب لتطل منه كلا من مريم و مرام و هم يتطلعون إليها بلهفه ركضتا نحوها لتقول پغضب 
أنا أية اللي جابني هنا و فين ماما !
الصدمة ألجمت ألسنتهم لتدير مريم رأسها ببطئ نحو ليث الواجم جلست مرام بجانبها ثم تشدقت بصوت مرتجف 
رسل أنتي أنتي واعية للي أنتي بتقوليه !
أيوة طبعا أنا اللي مش فهماه أية اللي جابني المستشفي و مين المتخلف اللي هناك دا !
ألتفتت مرام نحو ليث لتجده غير موجود فأخذت بتهدأه رسل قليلا ف رغم تعبها إلا أن عصبيتها متمكنه منها جدا...
دقائق و آتي الطبيب ليأمرهم ب الخروج من الغرفة حتي يباشر بعمله فأمتثلوا لأمره و خرجوا ليجدوا ليث يقف خارجا
و هو يتحدث في الهاتف...
همست مريم پخوف 
أنا مش مطمنه معقولة رسل مش فاكرة ليث و كمان مش فاكرة أن ماما الله يرحمها !
رددت مرام بهلع 
في حاجة مش مظبوطة !
وضعت مريم يدها علي حجابها قائلة بتعب 
يا رب ميكونش اللي في بالي صح !
أية يعني رسل فقدت الذاكرة !
هتف بها عمار بجزع بينما كان السكون يخيم علي الجميع ليقول الطبيب بهدوء 
فقدان رجعي يعني هي آخر حاجة فكراها من تقريبا خمس سنين أيام ما كانت لسة في الجامعة !
تمتمت ناريمان بفهم و هي تهز رأسها 
يعني و لا هتفتكر ليث و لا عزت و لا عمار و لا أنا و إياد !
أضافت مريم بتوتر 
و لا حتي رامي و مۏت ماما !
هتف الطبيب بعملية 
يا جماعة متقلقوش ب العلاج كل شئ هيتحل و الذاكرة هترجعلها تاني بس أرجوكم بلاش تقولوا أي حاجة تزعلها أو تعصبها عشان ممكن تحصلها إنتكاسه و بنسبة 70 ممكن تدخل في غيبوبة تاني عن أذنكم !
ثم رحل بهدوء تاركا أياهم وسط صمتهم قطع ذلك الصمت صوت مريم و هي تقول بتعقل 
رسل مينفعش تعرف أنها متجوزه أو حتي مرام و أن ماما ماټت و بابا لسة عايش لأنها ساعتها هتقوم الدنيا و هتقعدها و ممكن يحصل زي ما الدكتور قال أنها تدخل في غيبوبة تاني
!
قال إياد و هو يهز رأسه 
فعلا هي مش لازم متعرفش كل المواضيع دي !
أتفق الجميع علي كل شئ لتلتفت ناريمان ل ليث قائلة بترقب 
تمام يا ليث !
وضع كفيه في جيبي بنطاله ثم قال بهدوء بارد 
رسل هتيجي معايا أمريكا !
كادوا أن يتحدثوا لكنه أشار لهم بالسكوت تابع بصرامة 
بس مش بصفتي جوزها بصفتي رئيسها في الشغل و بكدا مش هتبعد عن عيني دا غير أنها هتروح تتعالج في أمريكا و هناك في دكاترة أحسن أكيد !
هتف عزت بحيرة 
طب و مريم و مرام و هتقولها أية علي حميدة !
أجاب بهدوء مفتعل 
مريم و مرام هيجوا معانا أما بقاا والدتها الله يرحمها فهنقول أنها مثلا
تم نسخ الرابط