روايه وحيدتي
المحتويات
مكتب الضابط فى انتظار المحامى .. الذى خرج بعد عدة دقائق واشار لها بالدخول قبل أن تدخل همس فى أذنها
حامد بيه مستنى تليفون منى
نظرت مريم الى المحامى بإحتقار .. كيف يبيع رجل قانون ضميره هكذا .. دخلت مريم وجلست وجلست المحامى قبالتها وهو ينظر اليها نظرات ذات مغزى فخفضت بصرها حتى لا ترتطم عيناها بنظراته المهدده .. قال الضابظ وهو يعقد كفيه على المكتب
صمتت مريم فقال المحامى
ايوة يا باشا هى اضطرت تعمل كده عشان كانت خاېفه من جوزها اللى هو دلوقتى طليقها لكن خلاص هى اطلقت منه ومعدلوش حكم عليها
قال الضابط للمحامى
لو سمحت سيبها هى تتكلم
ثم نظر الى مريم التى تطرق برأسها قائلا
ها يا مدام مريم عايز أسمع منك
يقترب منها .. تذكرت بيتها الذى يخلو الا منها .. تذكرت وحشة الليل والسكون الذى يغمر بيتها كلمها حل المساء .. لكنها وسط كل ذلك تذكرت شيئين .. تذكرت مراد الذى لا ولم لن تؤذيه أبدا .. شهادتها التى يريدها حامد أن تشهد بها ستؤذى مراد بشدة وقد يسجن بسببها .. وتذكرت ربها .. وتلك الآيات التى قراتها كثرا فى سورة النساء وهى تقيم الليل يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئا فقال ألا و قول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .. عندما تذكرت ذلك شعرت بثقه كبيرة بداخلها وهرب منها الخۏف ليحل مكانه الأمان وتشعر أنها فى معية الله .. كرر الضابط كلامه قائلا
رفعت نظرها الى المحامى بعدما شعرت بأن كل الخۏف بداخلها قد تبدد لم تعد نظراته المهدده تجدى نفعا معها .. التفتت الى الضابط وقالت بثقه
لا مش هغير أقوالى يا فندم
نظر اليها المحامى بصرامة فتجاهلته تماما .. فقال الضابط بإهتمام وهو ينظر اليها
يعني الاستاذ مراد مأجبركيش انك تشهدى بشهادتك الأولى
لأ محشد أجبرنى .. كل اللى قولته حصل .. شوفت اللى اسمه حامد ده وهو بيخدر نرمين فى العربية وبيفقدها وعيها وكان هيمشى بيها لولا انى وقفت ومنعته وصړخت .. ورماها من العربية وهرب .. ده كل اللى حصل
نظر الضابط الى المحامى قائلا
ابقى اتأكد من المعلومات اللى عندك قبل ما تبلغنا بيها
قالت مريم بحزم
وعايزة أأقدم بلاغ فى حامد پتهمة خطفى
قال الضابط بدهشة
ازاى
قصت عليه مريم ما حدث بالتفصيل فقال لها
تمام هنفتح محضر بالكلام ده بس محتاجين بطاقتك
قالت مريم
بطاقتى فى البيت هروح أجيبها وارجع تانى
أومأ الضابط برأسه وهو ينظر الى المحامى شزرا .. نهضت مريم قائله
أشار الضابط الى الباب قائلا
اتفضلى
خرجت مريم وخلفها المحامى .. وقبل أن يتحدث اليها التفتت اليه ترمقه بنظرات ناريه وهى تقول بتحدى
قول للى مشغلك ان كان هو مبيخافش من ربنا فأنا مبخافش غير منه
ثم أدرات لها ظهرها وانصرفت تغادر قسم الشرطة وعينا المحامى ترمقها بغيظ وهو يخرج هاتفه فى عصبيه
عاد مراد الى قسم الشرطة مرة أخرى عله يجدها .. فدخل الى الضابط الذى طمأنه على مريم وقص عليه بلاغها الثاني .. امتقع وجه مراد وهو يستمع اليه والى ما حدث ل مريم من حامد
عادت مريم الى بيتها وفى عقلها شئ واحد .. خۏفها على مراد .. خاڤت من أن تطاله يد حامد لتصبيه بمكروه هو أو أحد من أهل بيتسه .. انتبهت الى كونها تفكر فيه أكثر من تفكيرها فى نفسها .. وخائفه عليه أكثر من خۏفها على نفسها .. تذكرت عندما رأته أمام الباب أمس .. شعرت بحنين جارف اليه .. شعرت بالضيق الشديد من هذا الشعور الذى راودها .. جلست لتخبئ وجهها بين كفيها .. حدثها عقلها ليقنع قلبها قائلا
لا تقلق أيها القلب فما تشعر به ليس سوى حنين لرجل يشبه حبيبك
قال القلب بحيرة
أأنت متأكد أيها العقل .. أتجزم بذلك
قال العقل بثقه
طبعا متأكد .. لا تقلق فما تشعر به طبيعي وسيزول مع الوقت .. فقط أنت تحتاج الى وقت أيها القلب
صمت القلب قليلا ثم قال
لكننى أحفظ دقاتئ جيدا أيها العقل .. وتلك الطريقة التى أخفق بها عندما أكون قريبا منه .. تشى بأننى قد أحمل له شيئا بداخلى
قال العقل بعند
لا تردد هذا كثيرا حتى لا تقنعنى به .. افعل ما أقوله لك .. وقل أنك متلهف فقط على شبيه حبيبك
قال القلب فى عدم اقتناع
أنا متلهف فقط على شبيه حبيبي
قال العقل شاعرا بإنتصاره
أرأيت أيها القلب أنت قلتها بنفسك
قال القلب بحزن
نعم قلتها لكننى لا أشعر بها
صاح العقل پحده
بل تشعر بها لكنك غارق فى الأوهام .. افق قبل أن ټحطم نفسك بنفسك يكفيك يا فيك .. أنا العقل وأنت القلب .. انا دائما أكون على حق .. لكنك تخطئ وتصيب .. استمع الى فأنا أكثر حكمة منك .. أنا الذى أدير هذا الجسد وأتحكم فى كل وظائفه .. لماذا لم تترك لك هذه المهمة وأوكلت لى وحدى .. لأننى قادر عليها .. وقادر الآن على ارغامك بما أريد
قال القلب بإستسلام
معك حق أيها العقل .. قوتك أكبر منى .. سأردد كلماتك الى أن اقتنع بها .. فلا أريد سوى راحة هذا الجسد .. ومادامت راحته فى الاستماع اليك فسأفعل
قال
العقل مبتسما بثقه
رائع أيها القلب .. انت على الطريق الصحيح الآن .. استمر هكذا وتستريح للأبد .. وتذكر أنا دائما على حق
انتهت المحادثة بين عقل مريم وقلبها لتشعر بالراحة لما انتهى اليه النقاش .. تذكرت خطابات ماجد تلك الخطابات التى يبث فيها كلماته التى تطمئنها وتنزل بردا على قلبها .. هبت واقفة وفتحت دولابها لتخرج الخطاب .. الخطاب الذى رفضت أن تفتحه منذ أن أصبحت زوجة ل مراد .. جلست على فراشها .. تذكرت مراد واتهامه اياها بالخېانة .. نظرت الى الخطاب وهى تشعر بأنها تحررت .. تحررت من القيد الذى منعها من قراءة خطابات ماجد .. لم تعد الآن زوجة ل مراد .. أصبح من حقها قراءة الخطاب دون أدنى شعور بالذنب .. نظرت الى الخطاب تقلبه بين يديها .. نظرت الى يديها بإستنكار .. لماذا لا تفتحيه بلهفه كما اعتدتى .. أأتفقت كل جوارحى اليوم ضدى .. لماذا لا ترتعشين بلهفه وشوق .. لماذا أيها القلب لا تخفق بلهفه كما اعتدت عندما أهم بقراءة خطابات حبيبى .. ألم تسمع ما قاله العقل لك منذ قليل .. تحدث القلب بوهن قائلا
آسف أيها الجسد .. أنا ما خلقت لأفكر .. بل خلقت لأشعر .. ورغم كل الكلمات التى أسمعنى اياها عقلك .. الا أننى لن أخفق اليوم كما أخفق من قبل وأنت تمسك بتلك الخطابات .. لأن بكل بساطة .. أصبح لى حبيبا آخر
وكأنها لم تكتفى بعصيان قلبها ويديها .. اعلنت عيناها أيضا العصيان فبكت شوقا لهذا الحبيب.
سمعت طرقات على الباب ففزعت وهبت واقفة .. مسحت دموعها وهى تقترب من الباب الذى يتعالى صوت الطرقات عليه قالت بحذر بصوت مرتجف
مين
سمعت صوت مراد خلف الباب يقول
أنا مراد افتحى يا مريم
شعرت بشعور غريب وهى تستمع الى صوته .. اختفى كل شعور داخلها بالخۏف ليحل محله آمان لا حدود له .. فتحت الباب فاقترب مراد فإضطرت للرجوع للخلف .. دخل واغلق الباب خلفه .. وجدته ينظر اليها بشوق ولهفه وخوف وجزع .. كتلك النظرات التى رمقها بها بعد أن خرجا من البحر يوم احتراق اللانش .. قال مراد بلهفه وهو مازال يحتضن وجهها بعيناه
انتى كويسه
قالت بضعف وهى تحاول التظاهر بالتماسك وتناسى خفقات قلبها العڼيفه
أيوة كويسة
قال بلهفه
ايه اللى حصل قالك ايه وعملك ايه عايز أسمع منك
قالت مريم وقد انتبهت لوجوده داخل بيتها والباب المغلق خلفه
مينفعش كده .. لو سمحت اخرج
قال مراد يحده
بقولك قوليلى اللى حصل
قالت مريم پحده مماثله وهى تنظر اليه وتحاول التحكم فى تلك المشاعر التى تجتاحها بقوة
بقولك اخرج لو سمحت .. ميصحش كده انا عايشه لوحدى .. كده مينفعش
أطبق مراد على شفتيه بقوة وهو ينظر اليها ثم قال بهدوء
طيب أنا هخليه ينفع
صمت لبرهه وعيناه تنظر داخل أعماق عينيها .. ثم قال بحزم وبصوت رخيم
رديتك يا مريم
توقف قلبها عن العمل لثانيه ثم عاد ليخفق پجنون .. اتسعت عيناها دهشة وهى تنظر اليه وصدرها يعلو ويهبط من سرعة تنفسها .. صاح القلب ضاحكا بإنتصار
أرأيت أيها العقل .. لقد كنت على حق .. ها أنا
أخفق كالمچنون بسعادة .. اسكت أيها العقل ولا تملى على أوامرك مرة أخرى .. لقد انتصرت عليك هذه المرة.
يتبع
الفصل الثالث والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
مينفعش كده .. لو سمحت اخرج
قال مراد پحده
بقولك قوليلى اللى حصل
قالت مريم پحده مماثله وهى تنظر اليه وتحاول التحكم فى تلك المشاعر التى تجتاحها بقوة
بقولك اخرج لو سمحت .. ميصحش كده انا عايشه لوحدى .. كده مينفعش
أطبق مراد على شفتيه بقوة وهو ينظر اليها ثم قال بهدوء
طيب أنا هخليه ينفع
صمت لبرهه وعيناه تنظر داخل أعماق عينيها .. ثم قال بحزم وبصوت رخيم
رديتك يا مريم
توقف قلبها عن العمل لثانيه ثم عاد ليخفق پجنون .. اتسعت عيناها دهشة وهى تنظر اليه
وص درها يعلو ويهبط من سرعة تنفسها .. صاح القلب ضاحكا بإنتصار
أرأيت أيها العقل .. لقد كنت على حق .. ها أنا أخفق كالمچنون بسعادة .. اسكت أيها العقل ولا تملى على أوامرك مرة أخرى .. لقد انتصرت عليك هذه المرة.
صمتت طويلا وقد هربت منها الكلمات .. تتطلع الى مراد بدهشة .. ويتطلع اليها بنظرات تحاول تفسير معناها .. أخيرا تحدثت وقال بصوت مضطرب
ليه .. ليه عملت كده
بدا عليه التوتر .. وكأنه يخفى مالا يريد البوح به .. قال بشئ من العصبية
عشان اللى حصل النهاردة .. مش ممكن أسيبك لوحدك
لا تدرى مريم لما شعرت بالحنق والغيظ والڠضب فصاحت
لا متقلقش عليا أنا أعرف أحمى
متابعة القراءة