روايه وحيدتي
المحتويات
وافقت تستمر معايا فى يوم من الأيام فده هيكون بس عشان أنا شكل أخويا .. ودى حاجة مستحيل أقبلها أبدا
قالت ناهد بأسى
وهى فين دلوقتى
قال مراد بصوت مرتجف
فى بيتها .. وصلتها بعد ما روحنا للمأذون
قالت ناهد بحنق وهى تنصرف
غلطان يا مراد .. غلطان أوى وبكرة ټندم انك سيبتها تضيع من ايدك
قال الظابط للمحامى حامد
قال المحامى بسرعة
مفيش قضية ولا حاجة يا حضرة الظابط .. اللى قالته مدام مريم ده افتراء على حامد بيه وبلاغ الأستاذ مراد بلاغ كيدي .. وعملوا فيلم خطڤ أخته عشان يداروا على البلاغ اللى قدمناه فى أستاذ مراد وفى تهجمه على حامد بيه فى شركته وضربه والتسبب فى تكسير أسنانه ومعانا تقرير بحالته الصحية بعد الضړب وكل ده قدمناه لحضرتك
جميل بس دول كدة قضيتين مش قضية واحدة وبلاغين مش بلاغ واحد يعنى كل قضة هتمشى فى اتجاه
قال المحامى
ان شاء الله هخلى حضرتك تتأكد انه بلاغ كيدي وان مفيش داعى نوصله للنيابة وتبقى قضية .. بعد اذنك
توجه مراد الى شركته وكأنه يتحرك آليا .. لم يستطع التركيز فى أى شئ .. ظل عقله منشغلا بها .. وفى شعوره تجاهها .. ترى أيستطيع نسيانها كما لو أنها لم تدخل حياته قط .. ترى أيستطيع تحمل فراقها .. قاطعه عن الإسترسال فى تلك الأفكار دخول طارق المكتب وهو يقول
قال مراد بإستغراب
ليه بتسأل
قال طارق بإستنكار
لانى عرفت انه مقدم فيك بلاغ بيتهمك فيه انك اعتديت عليه فى مكتبه وضړبته .. ده تلفيق مش كده
قال مراد ببرود
لا .. كلامه مظبوط .. ده حصل فعلا
قالت طارق بدهشة
ليه عملت كده يا مراد .. ليه ضړبته
موضوع خاص يا طارق مش هقدر أحكيه .. وممكن لو سمحت تسيبنى دلوقتى .. بجد
تعبان ومش قادر أتكلم فى حاجة
نظر اليه طارق بقلق قائلا
مالك يا مراد فى ايه .. فى حاجة حصلت
قال مراد وهو يزفر بضيق
لا مفيش .. أنا كويسه
قال طارق بشك
مش باين كده خالص
ثم قال
فى ايه قولى يمكن أقدرأحل مشكلتك
أنا طلقت مراتى
هتف طارق بدهشة
ايه بتقول ايه .. طلقتها .. ليه
نظر اليه مراد ببرود قائلا
ايه اللى ليه .. طلقتها .. أصلا جوازنا كان مؤقت أنا قولتلك كده من زمان
قال طارق وهو يتفحص وجه مراد جيدا
أيوة فعلا قولتلى كده .. بس أنا حسيت انك ابتديت تميل ليها
لا .. احساسك غلط
صاح به طارق
حرام عليك يا مراد ليه بتعمل كده فى نفسك .. قولتلك متخافش منها .. دى مش ممكن تجرحك
صاح به مراد پعنف
انت مش فاهم حاجة يا طارق
قال طارق پحده
طيب فهمنى .. فهمنى يا مراد
قص عليه مراد ما حدث بينهما ليلة أمس .. ران الصمت الى أن قطعه طارق قائلا
انت واثق ان مشاعرها نحيتك بس عشان انك شبه أخوك الله يرحمه
قال مراد پألم
أيوة واثق
ثم قال بتهكم
ده غير طبعا موضوع اعاقتى اللى هى لسه متعرفوش .. وأنا واثق انها لو كانت وافقت تعيش معايا رغم رجلى المبتورة فده بس هيكون
عشان أنا شبه ماجد وبفكرها بيه .. أنا مش ممكن أستحمل ده أبدا .. لأنى .......
صمت مراد ولم يكمل .. فقال طارق مكملا كلامه
لأنك بتحبها مش كده
لم يتحدث مراد لكن عيناه ڤضحت كل شئ .. تنهد طارق قالا
فكر تانى يا مراد .. يمكن تكون هى كمان بتحبك
قال مراد بسخريه وفى عينيه نظرة ألم
هى فعلا بتحبنى .. بتحب ملامحى اللى بتفكرها بحبيبها .. مش أكتر من كده
نظر طارق الى مراد بأسى وهو يشعر بالحزن من أجله
نامت مريم على فراشها بعدما أرهقها كثرة البكاء .. استيقظت وهى تشعر بالوهن فى جسدها كله .. نظرت حولها لتجد نفسها فى غرفتها .. تمنت لو كان ما مرت به بالأمس مجرد حلم .. لكن هيهات .. توضأت وصلت وجلست تستغفر الله عز وجل
عاد مراد الى بيته فى المساء وتوجه الى غرفته دون أن يتحدث مع أحد .. راقبته أمه وهو يصعد الى غرفته بأعين ممتلئة بالحزن والحسړة .. دخل مراد غرفته وأغلق الباب .. ظل يتطلع الى كل شئ فيها .. كل شئ يذكره بها .. سريره الذى نامت عليه مريم .. وعلى تلك الأريكة كانت تجلس حامله حاسوبها على قدميها .. وتلك الشرفة كانت تقضى فيها الساعات مستندة الى سورها .. توجه الى الدولاب لإحضار ملابسه فتح الدولاب ليجد الرف الذى كان مخصص ل مريم فارغا الا من الملابس التى اشتراها لها مراد .. حمل تلك الملابس بين ذراعيه وتوجه بها الى فراشه يجلس عليه .. أخذ يتحسس ملابسها وكأنه يفرغ بها شوقه الى مريم قرب تلك الملابس من وجهه ليتشمم رائحتها .. شعر بالألم فى قلبه .. ترى ماذا تفعل الآن .. هل حزنت لفراقه .. هل هى بخير .. هل تحتاج لشئ .. هل هى بمأمن فى هذا البيت بمفردها .. هل تشعر بالوحدة .. هل تتمنى العودة .. هل تتطلع الى صور ماجد وخطاباته بعدما مزق مراد الحبل الذى كان يكتف به يديها
شعر وكأنه سيجن لعدم استطاعته ايجاد اجابات لأى من اسئلته .. شعر بحنين جارف اليها .. أمسك هاتفه وأغمض عينيه .. تمنى لو استطاع الإتصال بها .. وسماع صوتها الذى افتقده .. والإطمئنان عليها .. لكنه لم يستطع .. لم تعد تحل له .. ولا هو يحل لها .
قالت سارة بحزن شديد
مش قادرة أصدق ان مراد طلق مريم وانها خلاص معدتش هتعيش معانا تانى
قالت نرمين بحنق
مش فاهمة ازاى يعني ده حصل فجأة .. يعني المشكلة بينهم ظهرت فجأة وكبرت فجأة لدرجة انه يطلقها .. وايه دى المشكلة اللى تخلى مراد يطلق مريم
كانت ناهد تستمع الي حديثهما فى صمت .. فقالت سارة موجه حديثها اليها
ماما .. مراد مقالكيش ايه سبب طلاقهم
تنهدت ناهد قائله
دى حاجة تخصهم يا سارة
قالت نرمين پحده
بس احنا برده من حقنا نعرف .. ليه يحرمنا من مريم .. والله عمره ما هيلاقى زيها
قالت سارة بحزن
يمكن هى اللى سابته يا نرمين
قالت نرمين بدهشه
ليه يعني ايه اللى يخليها تسيب مراد
قالت سارة فى حيرة
مش عارفه .. بس شوفتى مراد عامل ازاى .. قافل على نفسه ومبيكلمش حد .. لو هو اللى طلقها بمزاجه ايه اللى يخليه يضايق كده
قالت نرمين بتصميم
خلاص نكلم مريم ونحاول نصلح بينهم
تدخلت ناهد قائله
ملكوش دعوة باللى بين مراد و مريم مش عايزة حد يتدخل لو سمحتوا .. انتوا متعرفوش حاجة
أمسك سامر هاتفه وهو ينظر اليه فى تبرم ثم رد قائلا
أيوة يا سهى
قالت سهى بلهفة وكأنها لا تصدق أنه أخيرا رد عليها
سامر أخيرا رديت
قال ببرود
كنت مشغول .. خير فى حاجة
قالت برجاء
عايزة أتكلم معاك شوية
اتفضلى سامعك
قالت سهى بصوت حزين
سامر أنا بس عايزة أسألك انت ليه لعبت بيا كده .. ليه عملت كده واقنعتنى ان ده جواز وحلال وانك هتتقدملى لما مشاكلك فى البيت تتحل .. ليه عملت كده
قال سامر بنفاذ صبر
بصى يا سهى انتى كنتى واحدة ساذجة أوى وسهله أوى .. بجد .. وانتى غلطانه زيي زيك لانك كنتى متساهله معايا حتى من قبل ورقة العرفى
قالت سهى بأسى
بس يا سامر انت وعدتنى انك تتجوزنى وقولتلى انك بتحبنى ومش هتسيبنى أبدا
قال سامر بضيق
الوضع اتغير
ايه اللى اتغير يا سامر .. طيب انت ليه مش عايز تتجوزنى .. خلاص يعني معدتش بتحبنى
قال سامر بهدوء
بصراحة ومن الآخر عشان منتعبش بعض .. مش ممكن أتجوزك يا سهى .. مش ممكن أثق فيكي أبدا
قالت وهى تحاول أن تتمالك نفسها
ليه يا سامر ليه متثقش فيا
قال سامر
لانك خنتى ثقة أهلك فيكي أضمن منين انك بعد الجواز متخنيش ثقتى فيكي يا سهى .. أضمن منين انك متكونيش سهلة مع غيري زى ما كنتى سهلة معايا
لم تستطع التحمل ولا التظاهر بالتماسك أكثر فأجهشت فى البكاء وتعالت شهقاتها قائله
بس انت عارف انك أول راجل فى حياتى
قال بنبره منخفضه
بردة مستحيل أثق فيكي
مرت
فترة لا يسمع فيها الا صوت شهقاتها الى أن قالت بحزم
دى مش غلطتك لوحدك ..
دى غلطتى أنا كمان .. زى ما انت قولت أنا كنت سهله أوى .. من قبل حتى الورقة اللى كتبناها .. وكان لازم دى تكون نهايتي .. أنا خلاص معدتش هطلب منك حاجه .. أنا هطلب من اللى أكبر منك ومن اللى أقوى منك .. آسفة طلبت الرقم غلط
قالت ذلك ثم أنهت المكالمة .. أغلق سامر هاتفه وهو يحاول أن يخمن معنى كلماتها
جلس مراد فى مكتبه يمسك أحد الكتب بيده لكن عيناه زائغة فى فراغ الغرفة .. أذهله هذا الشعور بالحنين الذى شعر به منذ أن رحلت عن البيت .. طوال الإسبوع وهو يشعر وكأنه فقد جزء من روحه .. جزء من نفسه .. حاول كثيرا أن يعود مراد القاسى متحجر القلب كما كان لكن هيهات .. القلب الذى دق من جديد لم تكفى قوته لإخماده واسكاته مرة أخرى .. أكثر ما كان يؤلمه هو رغبته فى الإطمئنان عليها .. لو علم فقط أنها بخير وسعيدة فى حياتها لربما ارتاح قلبه قليلا وخف عڈابه .. لكن عدم معرفته بحالها كاد أن يصيبه بالجنون .. أخذ يفكر فى آخر محادثة بينهما .. وفى كلماتها عن ماجد .. وعن الحب الكبير الذى جمعهما .. وعن ذكرياته التى تحملها له فى قلبها .. وعن كونه كان الحضن الدافئ لها بعدما فقدت كل عائلتها .. كان الدعامة التى ارتكذت عليها ومنعتها من الإنهيار .. كان يملء فراغ وحدتها القاتله .. أخذ يقارن بين ما فعله هو وما فعله أخوه .. هو تركها فريسة للوحدة .. طردها من بيته وأرغمها على البقاء فى عزلتها .. حرمها من صحبة أمه وأخواته وهو واثق تمام الثقة أنها أحبتهم حبا خالصا من قلبها .. تركها فى بيتها بمفردها وهو لا يعلم أتخاف من البقاء بمفردها أم انها اعتادت الوحدة .. اتخاف من النوم بمفردها ليلا .. أتسيطر عليها هواجس بإقتحام لص لمنزلها .. كيف تقضى طلباتها .. كيف تقضى أوقاتها .. رغما عنه شعر بالخۏف يجتاح كيانه .. خوف عليها ومنها .. أراد أن يهرع اليها ويعانقها ويدخلها سجن ذراعيه قسرا وألا يتركها أبدا .. لكنه تذكر كيف كانت تصر على طلب الطلاق .. كيف أوضحت له مدى
متابعة القراءة