روايه وحيدتي

موقع أيام نيوز


.. ذهبت الى عملها والابتسامه باديه على محياها وحيت مى و سهى قائله 
السلام عليكم .. ازيكوا يا بنات
قالت مى 
وعليكم السلام ازيك يا مريم
قالت سهى 
الحمدلله ازيك انتى
قالت مبتسمه 
كويسة الحمد لله
قالت لها مى وهى تتمعن فى النظر اليها 
خير .. شكلك مبسوط
قالت مريم بسعادة 
جدا يا مى جدا

صاحت سهى 
ايه اتخطبتى 
نظرت اليها مريم وبدا وكأنها سمعت حديث يضايقها .. فقالت بضيق 
لأ
مطت سهى شفتيها قائله 
أمال ايه اللى يفرح غير كده
قالت مريم بسعادة 
امبارح زارنى
جدى وعمى
قالت مى بدهشة 
جدك وعمك !
قالت مريم بابتسامه واسعة 
أيوة وليا كمان عمه وجده
هتفت مى بسعادة 
بجد ولا تهزرى
أيوة بجد
ما شاء الله .. أخيرا عرفتى طريق أهلك
ضحكت بسعادة 
ومش كده وبس .. عايزينى أروح أعيش معاهم كمان
قالت مى بدهشة 
تعيشي معاهم فين 
فى الصعيد
شهقت سهى قائله 
الصعيد .. بتهرجى يا مريم
قالت مريم بهدوء 
لأ مش بهرج .. دول كمان كانوا عايزنى أسافر معاهم امبارح .. بس أنا مرضتش أسافر بسرعة كدة
قامت مى من مكتبها وجلست أمام مريم قائله 
بتتكملى بجد .. يعني فعلا هتسافرى الصعيد
قالت مريم بحيرة 
مش عارفه يا مى حسه انى متلخبطه .. بس كل اللى أعرفه انى ليا أهل ومش عايزه أبعد عنهم .. أنا تعبت أوى من العيشه لوحدى يا مى .. أنا حبه أكون وسطيهم .. حبه أعيش معاهم .. بس هى فكرة الصعيد دى اللى مخوفانى .. أنا مش عارفه نظام حياتهم ازاى .. وهعرف أعيش معاهم ولا لأ .. ومش عارفه أصلا هما كلهم هيتقبلونى وسطيهم ويحبونى ولا لأ .. خاېفه أوى .. وعشان كده جدو قالى أجرب شهر .. ولو ارتحت خلاص أفضل عايشه معاهم .. ولو مرتحتش أرجع القاهرة تانى
قالت سهى بسخريه 
وانتى فكرك هيسيبوكى ترجعى القاهرة .. أكيد لأ طبعا .. مش هيخلوكى ترجعى تعيشي لوحدك .. دول صعايده يا بنتى يعني بيغيروا على بناتهم مۏت
تنهدت مريم قائله بحيره 
أنا استخرت ربنا .. وراضيه باللى يختارهولى
قالت مى بأسى 
على الرغم من انى فرحانه انك أخيرا عرفتى أهلك وقابلتيهم بس اضايقت أوى لما عرفت انك ممكن تسافرى ومترجعيش تانى
ابتسمت مريم قائله 
عارفه يا مى انتى هتوحشيني أوى أوى بس حتى لو سافرت أكيد هاجى هنا كل فترة .. وبعدين هيكون بينا تليفونات ان شاء الله
قالت سهى مبتسمه 
ربنا يسعدك يا مريم انتى طيبه وتستاهلى كل خير
توجهت مريم الى مكتب عماد لكى تخبره بأمر سفرها وتركها للعمل قال بوجوم 
بصراحة أنا مضايق جدا انى هخسر واحدة زيك يا مريم .. انتى أفضل ديزاينر عندى فى الشركة
ابتسمت قائله 
متشكره يا أستاذ عماد ..بس فى كتير زمايلى هنا موهوبين أكتر منى
قال بجديه 
لما أقولك انك أفضل ديزاينر يبأه بقول الحقيقة ومش بجاملك
طيب يا مريم أنا عندى اقتراح .. ايه رأيك تستمرى فى العمل فى الشركة حتى وانتى مسافره
قالت مريم بدهشة 
ازاى 
ابتسم عماد قائلا 
عن طريق الانترنت .. هنتواصل معاكى ونبعتلك الأوردرز المطلوبة وانتى تنفذيها وتبعتيها على الميل ومرتبك يوصلك عن طريق البنك
ابتسمت مريم وقد شعرت بسعادة غامرة لأنها لن تضطر الى ترك عملها الذى تعشقه .. قالت بسعادة 
بجد متشكرة جدا يا أستاذ عماد .. انا فعلا مكنتش حبه أبدا أسيب شغلى لانى بحب شغلى أوى .. ومش متخيله انى ممكن أبعد عنه
قال عماد بسعادة 
خلاص اتفقنا .. وربنا يوفقك فى حياتك يا مريم انتى مش بس ديزاينر ممتاز .. لأ وعلى المستوى الشخصى بنت ممتازة كمان
أطرقت رأسها بخجل وقالت لخفوت 
شكرا يا أستاذ عماد .. بعد اذنك
خرجت مريم من مكتبه وقلبها يقفز فرحا .. ستعيش وسط عائلتها وفى نفس الوقت ستستمر فى عملها بالشركة .
جلس عبد الرحمن على المائدة مع زوجته وعثمان و صباح .. قالت زوجته بلهفه 
شكلها ايه يا حاج
ابتسم عبد الرحمن قائلا 
حلوة وصغيره بس سفيفه جوى شكلها مبتتغذاش منيح
قالت صباح 
متجوزه يابوى 
لا .. كان مكتوب كتابها بس جوزها ماټ
قالت زوجته بحسره 
لا حول ولا جوة الا بالله .. يعني اترملت جوام جوام
قال عبد الرحمن 
بس هى لساتها صغيره .. والحياة أدامها .. وان شاء الله نجوزها حدا من عيلتنا واحنا أولى بلحمنا
أومأ عثمان برأسه قائلا 
اييوه يا بوى نشوفلها حدا من عيلتنا مينفعش تبجى لحالها اكده خاصه من بعد ما اترملت .. مش عايزين حدا يتكلم
عليها
ان شاء الله يا ولدى .. ان شاء الله
صاح حامد بحنق 
بعتلى المحامى بتاعه عشان يفض الشړاكه اللى بينى وبينه .. وكل ده عشان ايه عشان شافنى ببوس موظفه عنده .. وهو مال أهله هى كانت من بقيت عيلته
قال سامر بحزم 
انت عارف كويس يا حامد ان مراد صعيدي وطبعه حامى .. يعني أكيد مش هيشوف
منظر زى ده ويسكتلك
قال حامد بحنق 
ده راجل متخلف .. تصور طرد البنت من الشركة .. طبعا جبتها وشغلتها عندى فى شركتى .. ولا الحوجه لسى مراد خالص
قال سامر بضيق 
بس مكنش يصح تقول ل مراد الكلام اللى سمعته من طارق ده
صاح حامد پغضب 
هى مش دى الحقيقة ولا ايه .. مراته سابته زى الكلب الجربان واطلقت منه وراحت اتجوزت واحد تانى .. ولما فكر يخطب تانى والبنت رحبت بيه .. أول ما عرفت ان رجله مبتوره رفضته على طول .. كدبت أنا ولا دى الحقيقة
قال سامر پغضب 
انت ليه معندكش احساس كده هو ذنبه يعني .. دى حاډثة قضاء وقدر .. وبعدين دى حاجه متعيبوش مراد راجل وشهم وصعب دلوقتى تلاقى واحد زيه
صاح حامد بسخريه 
ليه ان شاء الله جايب الديب من ديله .. شكلكوا كلكوا عينه واحده
صمت حامد قليلا وبدا عليه التفكير ثم قال وهو يحاول أن يكظم غيظه 
فاكر انه لما يطردنى بره الشړاكه هسكتله .. بكرة يشوف أنا هعمل فيه ايه
قال سامر بقلق 
هتعمل ايه يعني يا حامد
نظر اليه حامد وقال بحزم 
اتفرج واتعلم
شعر سامر بالقلق من التعبيرات الباديه على وجه حامد .. ونظر اليه يحاول أن يخترق عقله ليعلم فيما يفكر .. وماذا ينوى أن يفعل .. وكيف ينوى الإنتقام من مراد
مش هتصدج يا جمال .. لجينا بنت خيري الله يرحمه
هتفت صباح بهذه العبارة وهى تلتقى ب جمال سرا فى مكانهما المعتاد قال جمال بلهفه 
بنت بس معندوش ولاد 
قالت صباح 
لا معندوش ولاد .. بنت بس والبنت التانيه ماټت معاه فى الحاډثه هو ومرته
أومأ جمال برأسه وقال وهو يمعن فى التفكير 
يبجى اكده لو عيلة المنفلوطى فكروا ياخدوا بتارهم منيكم يبجى أخوكى عثمان هو اللى عليه الدور
قالت صباح بهلع 
وايه اللى هيعرف عيلة المنفلوطى ان أخويا خيري ماټ وان عنديه بنت واحده
قال جمال وقد لمع عيناه بخبث 
معاكى حج .. وايه اللى هيعرفهم
نفض جمال الأفكار من رأسه واقترب من صباح قائلا 
اشتجتلك جوى يا صباح
حاول تقبيلها فابتعدت قائله 
آني مضايجه منك جوى يا جمال .. حسه انك مش رايد تتجوزنى
قبلها قائلا 
كيف تجولى اكده يا صباح
أمال ليه مش بتطلبنى من أبوى يا جمال .. آنى خاېفه حد يتجدملى .. وأبوى يوافج عليه
قال جمال وهو يغير الموضوع 
لما بنت خيري توصل عرفيني يا صباح
قالت صباح پحده 
وانت عايز تعرف ليه يا جمال
قال جمال بنفاذ صبر 
عرفيني وخلاص ملكيش صالح
نهض وقال وهو يغادر 
فتك بعافيه أنا راجع الشركة عندى شغل كتير
نظرت اليه صباح بغل وهو يبتعد .
التف مراد حول طاولة الطعام مع أسرته فى أحد المطاعم الفخمة .. قالت سارة التى كان يبدو عليها الشرود والتفكير 
أبيه أنا عايزة أشتغل عندك فى الشركة
نظر اليها مراد بدهشة قائلا 
تشتغلى فى الشركة
أيوة
تشتغلى ايه يا سارة
قالت بلهفه 
أى حاجه فى المكان اللى انت تختاره
فكر مراد قليلا ثم قال 
لا يا سارة مش هينفع
قالت بإلحاح 
ليه بس يا أبيه أنا هكون معاك .. وبعدين حطنى فى مكان مختلطش فيه بحد .. يعنى يكون اللى فى المكتب معايا بنات بس .. عشان خاطرى يا أبيه أنا حسه بزهق فظيع .. وبعدين هروح انا وانت سوا ونرجع سوا مش همشى لوحدى
تنهد مراد ثم قال 
طيب يا سارة هفكر فى الموضوع وارد عليكي
قالت بحماس 
بس عشان خاطرى مترفضش .. بجد أنا حبه أوى أشتغل فى الشركة
ابتسم قائلا 
خلاص سبيني أفكر
تلاقت نظرات سارة
مع نظرات نرمين الى ابتسمت اليها بخبث .. فتجاهلتها سارة وتناولت طعامها فى صمت.. بعد قليل جاء ل مراد اتصال هام فإستأذن منهم ليتحدث بالخارج .. خرج من المطعم ووقف على جانب يتحدث فى الهاتف .. ما كاد ينهى اتصاله حتى سمع سيدتان تخرجان من المطعم تقول احداهما للأخرى 
خدتى بالك من مراد خيري وعيلته كانوا جوه
أيوة شوفته صعبان عليا أوى بعد اللى حصله فى رجله
قالت الأولى فى أسى 
وكمان مراته اللى سابته واتجوزت واحد غيره .. مسكين صعبان عليا أوى احساس صعب برده انه يحس ان مراته سابته عشان اعاقته واتجوزت واحد تانى وخاصه انه لسه متجوزش لحد دلوقتى
طبعا يا بنتى صعب انه يلاقى واحده ترضى بيه أنا عن نفسي مرضاش أتجوز واحد أحس معاه بالنقص والناس بتبصله بشفقه وصحابي بأه يستلمونى تريقه ملقتيش الا واحد معاق
رحلت المرأتان .. دون أن تنتبها الى مراد الواقف فى أحد الأركان على مدخل المطعم .. شعر مراد پألم وڠضب يغزوان قلبه وكيانه كله .. هذا ما يلاقيه من الناس إما الرفض وإما السخرية وإما الشفقه .. وثلاثتهم يكرههم كرها .. ولا يقبل على نفسه احداهن أبدا ..توجه الى داخل المطعم وقال لأسرته 
يلا عشان نمشى
نظرت اليه نرمين قائله 
لا يا أبيه سيبنا أعدين شويه لسه مطلبناش الحلو
صاح مراد فيها پغضب 
قولت قومى حالا
نظرت اليه أمه قائله 
بتزعلقها ليه يا مراد .. خلينا أعدين شوية
نظر الى أمه قائلا بحزم 
أنا عايز أمشى عندى شغل .. ومش هينفع أسيبكوا لوحدكوا ..
يلا قوموا معايا
نهضت الفتاتان وهما تشعران بالحنق والضيق .. شعرت والدته بأن شيئا ما أصابه أو أن المحادثة الهاتفيه عكرت مزاجه للغايه .. أوصلهم الى المنزل دون أن يتفوه ببنت شفه .. ثم انطلق فى طريقه وهو لا يدرى وجهته .. فقط يدرى شئ واحد .. لا شئ فى هذه الدنيا يستطيع مداواة جراحه أبدا .
تعددت اللقاءات بين خالد و سهى .. كانت تخرج معه فى سيارته .. أخذها الى أماكن عده .. كانت تشعر بسعادة غامرة وهى تركب تلك السيارة الفارهه .. وتحاول الاقتراب منه أكثر فأكثر .. كانت تتمنى ألا تفترق عنه وأن توقعه فى حبها .. شعرت بأنها حققت هذا الهدف بالفعل .. فها هو خالد وقد أغمرها بالهدايا والفسح .. كانت تتمنى وهو يلبي .. ابتسمت لنفسها بسعادة والهواء المنعش يداعب وجهها من شباك السيارة .. مد خالد يده ونزع قطعة القماش الصغيره التى تسميها مجازا حجاب .. ثم نظر اليها قائلا 
كده شكلك أحلى
ابتسمت له وعدلت من تصفيف شعرها وهى تنظر
 

تم نسخ الرابط