روايه جديده

موقع أيام نيوز


وعدتى راوية بالموافقة..ورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعود..إلا إن دى حريتك الشخصية..عايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيق..إنتى حرة..بس بمجرد ما تخرجى..مش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت ده..أو بأي حد موجود فيه..يعنى تنسى إنك من
عيلة الشناوي أصلا..وتنسى كمان إن ليكى إبن أخت إسمه هاشم.
عقدت رحمة حاجبيها ..تتساءل فى حيرة..عن أي شئ يتحدث..وما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا يهم الآن..المهم هو هذا الټهديد الصريح بإزالتها من حياتهم..لا يهمها إن تبرأت منها عائلة الشناوي بأكملها فلم ترى منهم سوى القسۏة والجراح ولكن ما يهمها هو أصغر عائلة الشناوي..هاشم..إبن أختها الحبيب..آخر من تبقى من أختها..يحمل روحها..هو قطعة منها هي غير مستعدة إطلاقا للتخلى عنها..لتنظر إليه بنظرة جامدة لا روح فيها قائلة

كالعادة كسبت الجولة دى يايحيي..زي ما كسبت جولاتنا زمان..بس رحمة بتاعة زمان غير اللى واقفة أدامك دلوقتى..والمهم مين اللى يكسب فى الآخر.
لتتركه وتغادر يتابعها بعينيه ..يستقر فى أعماقهما إعجابا أظهره دون مواربة وهو يقول بهمس خاڤت وبلهجة تقرير
يمكن كسبت الجولة دى يارحمة..بس إنتى كسبتى الحړب... ومن زمان.
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامها..تلك الحقول الخضراء النضرة..تشعر بالملل..نعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحاب..ولكنهم حقا مملون وبسطاء..لا تجد راحتها بينهم أبدا..ولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمة..زفرت بقوة..فحتى الآن لا تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعة..لتقول بسخرية
وإنتى يعنى
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغك..إصبرى وركزى..
لتجد صوتا بداخلها يسألها ..هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن عدم إنجابك..حتى تجدين الحل لإبعاد رحمة عن طريقكهل ستستطيعين تحمل سذاجتهم وفضولهم الريفي المثير للأعصاب
لترد وكأنها تحادث نفسها قائلة
مش مهم أي حاجة..إمحى يابشرى كل حاجة تانية من دماغك وفكرى بس إزاي تإذى رحمة وتخرجيها من حياتكم .بس المرة دى للأبد يابشرى....للأبد.
لتلتمع عيناها بشړ وهي تبتسم إبتسامة مقيتة تليق بقلب مقيت... كقلبها تماما.
كانت شروق تنظر إلى المائدة التى أعدتها بعناية ..ترى ماذا ينقصها ..لتتأمل هذا الأرز الأصفر والبطاطس المحمرة..وشرائح البانيه وسلطة الكلو سلو..وكيك القرفة تماما كما يحب حبيبها مراد..الذى أخبرها بمجيئه اليوم لها على غير عادته..لتطير من السعادة..وتسرع بإعداد كل ما يحبه..أعلن جرس الفرن عن إنتهاء ذلك الطبق الأخير والذى يعشقه مراد..الشيش طاووق..لتسرع إلى الفرن تغلقه وتخرج تلك الصينية التى يوجد بها الشيش وتضعه على طاولة المطبخ..لتتهادى إليها رائحته الذكية..وتشعر فجأة بالغثيان.. وأنها على وشك التقيؤ..لتسرع إلى المرحاض وتفرغ كل ما فى جوفها ثم تنهض بضعف تستند إلى الحوض وهي تغسل فاهها تنظر إلى صورتها المنعكسة فى المرآة بقلق..تتساءل ماالذى أصابها اليوم..لقد ظنت حينما كانت تحمر شرائح البانيه وأحست بالغثيان و بأنها لا تطيق رائحة الدجاج لتسرع إلى المرحاض وتفرغ ما فى معدتها ..أنها ربما مصاپة بالبرد..رغم أنها لا يظهر عليها أي اعراض تدل على ذلك..ولكن الآن لديها حدس أن ما بها هو فقط غثيان يخص الدجاج بصفة خاصة رغم عشقها له..ليصيبها القلق..تتساءل هل هي......
نفضت افكارها..فهذا أمر مستحيل..فهي تأخذ إحتياطاتها جيدا..لقد كان هذا إتفاقها مع مراد من أول يوم لزواجهما..لا أولاد..هكذا حذرها وهي وافقت..فلم تكن تحبه وقتها وبعد أن أحبته لم تطالبه بتغيير إتفاقهما فهي تدرك أنه لم يعشقها بعد لدرجة أن يريد الإنجاب منها.. وربما يخشى

على مشاعر زوجته بشرى والتى لا تستطيع الإنجاب..هي حقا لا تدرى..ورغم رغبتها الشديدة فى الإنجاب منه إلا أنها لا تستطيع أن تخالفه أو تجبره..لذا آثرت أن تدع تلك الأمور للأيام..فالزمن كفيل بتغيير مشاعره تجاهها ليرغب بدوره فى الإنجاب منها..لكن ماذا لووو.....
ليس هناك ماذا لوهي ليست حاملولكنها يجب أن تقطع الشك باليقين..وتجرى إختبارا للحمل..ربما بعد رحيله اليوم ستفعل..أما الآن فلتذهب ولتستعد لإستقبال حبيبها الذى تعشقه من كل قلبها......مراد.
كانت رحمة تمرر يدها على تلك الفرسة الجميلة البيضاء والتى تذكرها بفرستها القديمة مرجانة..والتى لم تجد لها أي أثر فى الإسطبل..حتى مرجان فرس يحيي الأسود والذى إعتاد على ركوبه معها..إختفى بدوره ولم يعد لوجوده أي أثر..ولكن هناك فى هذا الركن البعيد يوجد حصان يشبهه ولكنها خشيت الإقتراب منه فعلى عكس مرجان عندما رآها هاج
 

تم نسخ الرابط